السبت، أكتوبر 30، 2010

فيلم رجم ثريا ... عن الظلم و المؤامرة


قبل قليل إنتهيت من مشاهدة فيلم ( رجم ثريا - THE STONING OF SORAYA M) الذي يحكي قصة الظلم و الدم في عالم التسلط و العنجهية ...
الفيلم إنتاج إيراني عام 2009 مقتبس عن قصة حقيقية وقعت أحداثها في إحدى قرى الريف الإيراني إبان بداية سلطة الثورة الإسلامية بعد سقوط نظام الشاه ....



كتب القصة الكاتب و الصحفي الفرنسي من أصل إيراني فريدوني ساهيبجام الذي نقلها على لسان "زهرة " خالة ثريا و التي كانت شاهدة على جريمة الرجم قبل يوم من لقائها بالصحفي الذي كان مارا بالصدفة من القرية في اليوم اللذي يلي الحادثة ...

من وجهة نظر شخصية ... وبغض النظر عما كتب عن الفيلم في مختلف المواقع و المدونات ...
و خاصة تلك اللتي إدعت أن الفيلم ينتقد عقوبة الرجم من وجهة نظر أمريكية غربية ليبرالية ماسونية ...
كل هالخزعبلات الفاضية ...

و بغض النظر عما يود المخرج ارساله للعالم عن هذه العقوبة ...

لكن سأقول رأيي بكل صراحة ...

أن تشاهد فيلما فيه كل هذا الظلم و التسلط و غلو سلطة الذكر على الأنثى ....
و في ظل الواقع الذي نعيشه للأسف حتى الأن الذي يقضي بأن السلطة للذكر و أن المرأة في المجتمع لا سلطة لها و لا حقوق ....
في هذا العالم الذكوري الذي يعيدنا للأسف لحقبة ما قبل الإسلام ...
إلى زمن الجاهلية و وأد البنات و عبادة الأصنام ...
إلى زمن كانت فيه المرأة مضهدة تماما كما هي الأن في ثقافتنا الشرقية .....
فنحن الآن نعيشه كما في الجاهلية ... بنفس العادات و الأفكار .... تحت غطاء الدين .....
حتى إني أتخيل أن أبو لهب و أبو جهل يعيشون بيننا ... ربما يكون أحدهما أقرب الناس إلينا .... و نحن لا نعلم ...

أعود إلى جريمة وأد البنات و الآية التي نزلت في القرآن الكريم ( و إذا الموؤودة سئلت # بأي ذنب قتلت ) لعلها تحكي ما يحصل الآن بالضبط ...
لا ننظر إلى الآية فقط على أنها تعني دفن البنات الصغيرات و هن أحياء ...
بل تحكي عن الظلم الذي تعرضت له الإنثى و تلك النظرة الجاهلية الوضيعة و التي تحط من قدر المرأة في المجتمع  ....
المهم في الموضوع هي تلك النظرة المتشابهة تماما مع ما نعيشه اليوم في العالم العربي ...
فقد جاء الإسلام و ألغى كل تلك الأفكار الجاهلية و العادات القاتلة و ساوا بين الذكر و الإنثى و رفع الأنثى إلى مكانة عالية في المجتمع و سن لها الحقوق و الواجبات مثل الذكر ...
و من أول يوم أرسل الله فيه الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم ...
كانت المرأة هي العضو الفاعل البناء في نشر هذا الدين الحنيف ....
لا ننسى فضل الصحابيات و أمهات المؤمنين و السيدة فاطمة رضي الله عنهن جميعا في نشر الدين و توصيل تعاليمه إلى أبنائهن و أحفادهن و غيرهم ...
لا ننسى فضل السيدة خديجة رضي الله عنها أول إمرأة تدخل الإسلام في وقوفها بجانب الرسول صلى الله عليه و سلم في أحنك و أصعب اللحظات منذ الليلة الأولى من بدء الرسالة النبوية الشريفة ....

ما يؤلمني في الفيلم ليس مشهد الدم في عقوبة الرجم و التي صورها المخرج بإحتراف حتى أني إعتقدت لوهلة أن المشهد حقيقة و ليس تمثيل ...
و لكن إحساس الظلم الذي تعرضت له ثريا ... قبل الحكم عليها ... و هي بريئة مما اتهمت به ....
و حتى عند تنفيذ الحكم و الرجم ....
كيف أنهم أجبروا أباها و أبناءها على رجمها أولا و هي تنظر إليهم بعين الشفقة ...
فقد قالت قبل أن تتوجه لملاقاة مصيرها و ما حكمت به بأنها لن تبكي من ألم الحجارة و لا من نزيف الدم ...
و لكنها بكت حين كانت أول حجارة تنهال عليها من أقرب الناس إليها .... أما بعدها فلم تبكي ...

ما يؤلمني أكثر أن الغرب ينتج أفلاما تحكي عن الشرق و عن عاداته و عن أحواله .... و كلها مآسي فعلا ...
يصورون و يتصورون بأن الإسلام هو دين الظلم و القهر و الدم و المذابح و المآسي ....
لأن من تلحفوا بالدين في أيامنا هذه إستغلوه في منافعهم الشخصية و أهوائم و ملذاتهم من أجل السطلة و التحكم ...
و هنا جاء دور الذكر الذي لعبه بإتقان ... فالشيخ و الملا (كما في الطائفة الشيعية) يمثلون الذكورة و السلطة الدينية في المجتمع ...
حيث إتفق زوجها الذي هو من شرطة الباسيج الإيرانية ذات السلطة العليا في إيران و الملا أو إمام و شيخ القرية الذي هو ممثل آية الله في القرية على تدبير مكيدة لثريا من أجل إيقاعها و التخلص منها لتخلو للزوج فرصة الزواج مرة أخرى و عدم التكفل بمصاريف النفقة في حال طلاق ثريا ....

نعود للفيلم .... كما ذكرت هو من إنتاج عام 2009 أما القصة فتعود أحداثها لعام 1980 ... و قد أبدع الممثلون الإيرانيون في أدوارهم ....
موزهان مارنو في دور ثريا ....
شوهري أغداشلو في دور زهرة المرشحة لجائزة أوسكار عام 2003.....
أما الصحفي فقام بدوره الممثل جيمس كافيزيل الذي قام بدور المسيح في فيلم آلام المسيح للمخرج لميل جيبسون و من إنتاج ستيفين مكيفيتي الذي أنتج أيضا فيلم رجم ثريا ...

لم تتجاوز تكاليف الفيلم خمسة ملايين دولار .... و لكنه حقق نجاحا في العديد من المهرجانات و حصل على عدة جوائز ....

لمشاهدة تريلير الفيلم على موقع اليوتيوب


















رابط الفيلم على موسوعة الأفلام العالمية IMDB   وقد حصل الفيلم في الموسوعة على 8 علامات من 10 ...

 رابط تورينت من أجل تحميل الفيلم و مشاهدته ....



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

هذه بنظري من أقسى أنواع الغربة, عندما يصبح أقرب المقربون كالغرباء تماماً و ربما أكثر....
فيلم رائع و حتى بالتمثيل لا نستطيع تقبلها, و لكن و للأسف الشديد أنّ الواقع أفظع و المخفي و الذي لم نسمع به أعظم,
معك حق بكل كلمة قلتها و عجبني شرحك ووجهة...

آلاء